تمكّن علماء كلية دارتموث في "نيو هامبشاير" من خلال دراسة هي الأولى من نوعها من فهم ما يعانيه مريض يعاني من "متلازمة الوجه الشيطاني" على أنّه "تشوه المرئيات الوجهي" والتي شخصّت في السابق خطأ على أنّها "انفصام الشخصية". وقام العلماء بدراسة حالة أحد المصابين بمتلازمة الوجه الشيطاني منذ عام 2020 يُدعى "فيكتور شارا" البالغ من العمر 59 عاماً وقد تم تشخيص حالته مؤخراً فقط بأنّه مصاب بمتلازمة بروسوبوميتامورفوفسيا، أو PMO، أو متلازمة الوجوه الشيطانية وهو اضطراب نادر للغاية يتسبب في رؤية وجوه الآخرين مشوّهة الشكل. وكان فيكتور الذي يعمل سائق لشاحنة في منتصف العمر يتمتع دائماً ببصر حاد، لذلك كان يعلم أنّ هناك خطأ ما في ذلك اليوم المشؤوم من عام 2020 عندما لاحظ رجلاً مشوهاً في شقته، اتضح أنّه زميله في الشقة، ولكن عندما خرج إلى الخارج، أدرك أنّ الجميع قد أصبحوا مشوهين في نظره. ويتذكر فيكتور اليوم الذي بدأ فيه رؤية الوجوه الشيطانية في كل مكان "أول ما فكرت به هو أنني استيقظت في عالم شيطاني"، "لا يمكنك أن تتخيل كم كان الأمر مخيفاً، "لقد كنت أشعر بالخوف حقاً في تلك المرحلة". وبيّن العلماء أنّ أعراض المرض يمكن أن تستمر لعدة أيام أو أسابيع أو حتى سنوات، ولسوء الحظ، في حالة فيكتور، فهو يعيش معه منذ ما يقرب من أربع سنوات. ومن أجل معرفة المزيد عن المرض النادر، عمل العلماء في كلية دارتموث مع فيكتور لإعادة تصور تشوهات الوجه التي يراها، مما يسمح للجميع برؤية العالم من خلال عينيه، و لقد تمكّنوا من القيام بذلك لأنّ فيكتور يرى وجوه الناس مشوّهة فقط عندما يقابلهم شخصياً، ولكن ليس في الصور أو على شاشة التلفزيون، لذلك عُرض عليه العلماء صوراً لأشخاص مختلفين أثناء تواجدهم على الشاشة أو في الواقع، حتى يتمكن من الإشارة إلى الاختلافات. وأوضح العلماء أنّه لا أحد يعرف ما الذي يسبب المرض، لكنّهم يعتقدون أنّه في حالة فيكتور، قد تكون التشوهات البصرية ناجمة عن إصابة خطيرة في الرأس تعرّض لها عندما كان عمره 43 عاماً، أو بسبب التسمم بأول أكسيد الكربون الذي عانى منه قبل أربعة أشهر من بدء رؤية الوجوه الشيطانية حوله.